بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
هدا بحث قام به أخى فى الله أبو سلمان ويحوي المناكحة بين الجن والانس فجزاه الله كل الخير
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على خير خلق الله وعلى اله وصحبة ومن والاه اما بعد.
اخواني اقدم لكم هذا البحث الذي انتهيت منه في عرة شعبان لعام 1422 هـ
فأنا اكتبة لكم الان لعل الله يفيد من يقرأه وانا انتظر التعقيبات وكلام العارفين اسال الله ان يزيدنا من علمه
المناكحة بين الجن والانس والكلام عليها هنا في مقامين
الاول /// في بيان امكان ذلك ووقوعه
الثاني /// في بيان مشروعيتة
أما الاول
هل يمكن ان يقع النكاح بينهما ........على قولين :-
1- نكاح الالانسي للجنية وعكسة ممكن , قال الثعالبي (زعمو ان التناكح والتلاقح قد يقعان بين الانس والجن قال الله تعالى (وشاركهم في الاموال والاولاد) وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا جامع الرجل امراته ولم يسمي انطوى الشيطان الى احليلة فجامع معه )
وقال ابن عباس : إذا اتى الرجل امراتة وهي حايض سبقة الشيطان اليها فحملت فجائت بالمخنث فالمخنثون اولاد الجن "رواه ابن جرير ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاح الجن :
وقول الفقهاء لاتجوز المناكحة بين الانس والجن.
وايضا كراهة من كرهه من التابعين دليل على امكانه لأن غير الممكن لايحكم عليه بجواز ولابعدمة في الشرع.
وقد قال بهذا الرأي جماعة من العلماء منهم : مجاهد والأعمش ، وهو أحد الروايتين عن الحسن وقتادة ، وبه قال جماعة من الحنابلة والحنفية ، والإمام مالك وغيرهم ( أنظر الأشباه والنظائر لابن نجيم - 327 - 328 ، والفتاوى الحديثية للهيتمي - 68 - 69 ، ومجموع فتاوى ابن تيمية - 19 / 39 ، وتفسير القرطبي 13 / 182 ، وآكام المرجان في أحكام الجان - 66 ) .
-- قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( وقد يتناكح الإنس والجن 000 وهذا كثير معروف ، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عنه ، وكره أكثر العلماء مناكحة الجن 0 وهذا يكون وهو كثير أو الأكثر عن بغض ومجازاة ) ( مجموع الفتاوى - 19 / 39 ).
ومن ادلة اصحاب هذا القول قوله تعالى (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ( سورة الرحمن – الآية 56 ) واليكم اقوالهم في هذه الايه
-- قال الطبري : ( معقبا على قوله تعالى : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ( سورة الرحمن – الآية 56 ) وعني بالطمث هنا أنه لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 87 ).
-- وذكر الطبري روايات على ذلك فقال : عن ابن عباس في قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ )
يقول : لم يدمهن إنس ولا جان ، وذكر نحو هذا عن علي بن أبي طالب وعكرمة ومجاهد ، وذكر رواية عن عاصم عن أبي العالية تدل على إمكان وقوع النكاح بين الجن والإنس وفيها :
فإن قال قائل : وهل يجامع النساء الجن ؟ فيقال : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 87 ، 88 ).
-- قال الألوسي : ( ونفي طمثهن عن الإنس ظاهر ، وأما عن الجن فقال مجاهد والحسن : قد تجامع الجن نساء البشر مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى ، فنفى هنا جميع المجامعين ، وقيل : لا حاجة إلى ذلك ، إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم ، ولا شك في إمكان جماع الجني إنسية ، بدون أن يكون مع زوجها غير الذاكر اسم الله تعالى ) ( روح المعاني – 27 / 119 ).
-- قال ابن الجوزي في قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) وفي الآية على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي ) ( زاد المسير في علم التفسير - 8 / 122 ).
-- وقال صاحب كتاب غرائب وعجائب الجن الشبيلي (هذا وقد سئل أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن مناكحة الجن ، فقال : ما أرى بذلك بأسا في الدين ، ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها : من زوجك ؟ قالت : من الجن فيكثر الفساد في الإسلام) (ص 86)
2- القول الثاني / نكاح الانسي للجنية لايمكن وقوعة لاختلاف العنصر بين المتناكحين لان الجن من عنصر النار والانسان من العناصر الاربعة فعنصر النار يمنع من ان تكون النطفة الانسانية في رحم الجنية لما فيها من الرطوبة ثمة لشدة الحرارة النيرانية ولو كان ذلك ممكنا لكان ظهر اثرة في حل النكاح بينهم . ويرد على ذلك من وجوة
أ- أنهم وان خلقوا من نار فليسوا باقين على عنصرهم الناري بل قد استحالوا عنه بالاكل والشرب والتوالد والتناسل كما استحال بنو ادم عن عنصرهم الترابي بذلك ولذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه وجد برد لسان الشيطان على يدة الذي عرض له في صلاته لما خنقه"الحديث رواه البخاري ولعابة دليل على انه انتقل من العنصر الناري إذ لو كان باقيا على حاله فمن اين جاء هذا البرد وكذلك ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن عدو الله تعالى ابليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي) وقوله ( رأيت يت ليلة اسري بي عفريتا من الجن يطلبني بشعلة من نار كلما التفت رايته) وبيان الدلاله انهم لو كانوا باقين على عنصرهم الناري وانهم وانهم نار محرقة لما احتاجوا الى ان ياتي الشيطان او العفريت بشعلة من نار ولكانت يد الشيطان او اي عضو من اعضائة اذا مس ابن ادم احرقة كما يحرق الادمي النار الحقيقية بمجرد المس قال القاضي أبو بكر :
ولسنا ننكر مع ذلك يعني أن الاصل الذي خلقة من من النار أن يكثفهم الله تعالى ويغلظ اجسامهم ويخلق لهم اعراضاتزيد على مافي النار فيخرجون عن كونهم نارا ويخلق لهم صورا واشكالا مختلفة والله سبحانة وتعالى اعلم بالصواب واليه المرجع والمآب) انتهى
ب - أنا لو سلمنا عدم امكان العلوق فلا يلزم عدم امكان الوطء في نفس الامر , ولايلزم من عدم امكان العلوق ايضا عدم امكان النكاح شرعا . فإن الصغيرة والايسة والعقيمه لايتصور منهن علوق والرجل العقيم لايتصور منه اعلاق ومع هذا فالنكاح لهن مشروع
ج - قوله ( ولو كان ذلك ممكنا لكان اظهر اثرة في حل النكاح ) هذا غير لازم فإن الشيء قد يكون ممكنا ويختلف لمانع , فإن المجوسيات والوثنيات العلوق فيهن ممكن ولايحل نكاحهن وكذلك المحارم ومن يحرم من الرضاع والمانع من جواز النكاح بين الانس والجن عند من منعه إما اختلاف الجنس عند بعضهم ,أو عدم حصول المقصود من النكاح أو عدم حصول الاذن من الشرع في نكاحهم
الراجح في المسالة الاولى
الراجح هو القول بامكانية وقوع ذلك بين الجن والانس لامن جهة الجواز والحكم --
قال صاحب فتح الحق المبين : ( والذي نراه أن هذه المسألة نادرة الوقوع إن لم تكن ممتنعة ، وحتى لو وقعت فقد تكون بغير اختيار ، وإلا لو فتح الباب لترتب عليه مفاسد عظيمة لا يعلم مداها إلا الله ، فسد الباب من باب سد الذرائع ، وحسم باب الشر والفتنة 00 والله المستعان 0 وقد علق سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - على ذلك قائلا : " هذا هو الصواب ولا يجوز لأسباب كثيرة) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 29 )
-- وفي إمكانية الجماع بين الإنس والجن من خلال هذا النوع يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( هذا ممكن في الرجال والنساء ، وذلك أن الجني قد يتشكل بصورة إنسان كامل الأعضاء ولا مانع يمنعه من وطء الإنسية إلا بالتحصن بالذكر والدعاء والأوراد المأثورة ، وقد يغلب على بعض النساء ولو استعاذت منه حيث يلابسها ويخالطها ، ولا مانع أيضاً أن الجنية تظهر بصورة امرأة كاملة الأعضاء وتلابس الرجل حتى تثور شهوته ويحس بأنه يجامعها وينزل منه المني ويحس بالإنزال ، وطريق التحصن من شرها التحفظ والدعاء والذكر واستعمال الأوراد المأثورة والمحافظة على الأعمال الصالحة ، والبعد عن المحرمات ، والله أعلم ) ( القول المبين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين )
وقال – حفظه الله – : ( وقد ذكر التناكح بين الإنس والجن بحيث أن الجن يظهرون بصورة بشر ويكلمون الإنسي الذي يعشقونه ثم يعقدون له عقدا شرعيا على امرأة منهم ، ويدلونه على كيفية الحصول عليها بندائها أو ضرب موضع معين بيده أو بعصا ونحوها ، فتخرج له متمثلة في صورة امرأة من الإنس فيباشرها كما يباشر زوجته من البشر ، ويجد لذلك لذة محسوسة ، ويحصل منه الإنزال المعروف ، ولا أدري هل يحصل التوالد أم لا ، وهذا ما حكاه لنا من نثق به ، ولكن ذلك نادر ، وهكذا قد يخطفون الأنثى من البشر وتغيب عندهم ويفتقدها أهلها وتتزوج منهم ويباشرها كما يباشر الرجل امرأته وهكذا ، وقد حكى بعض النساء أنها تبتلى بشخص من الجن يكلمها ويخلو بها ويجامعها قهرا كزوجها ولا يراه غيرها بحيث يختفي متى كان هناك أحد من أهل البيت ، ولا شك أنه متى حصل الوطء المعروف من الرجل لامرأة من الجن أو وطئ رجل منهم المرأة من الإنس حصلت الجنابة ووجب الغسل لوجود سببين وهو الإيلاج الحقيقي والإنزال والله أعلم ) ( القول المبين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين )
أما الثاني ///// في بيان مشروعيتة
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عنه وروي عن جماعة من التابعين كراهته قال حرب الكرماني في مسائلة عن احمد وإسحاق : حدثنا محمد بن يحيى القطيعي حدثنا بشر بن عمر حدثنا ابن لهيعة عن يونس بن يزيد عن الزهري قال : نهى رسول الله عن نكاح الجن " وهو مرسل وفيه ابن لهيعه.
قال الشبلي (حدثنا معاوية عن الحجاج عن الحكم أنه كره نكاح الجن . وحدثنا ابراهيم بن عروة حدثني سليمان بن قتيبة حدثني عقبة الروماني قال سألت قتادة عن تزويج الجن فكرهه ) ثم ساق رحمه الله تعالى اقوال العلماء والسلف في عدم جواز المناكحة لاختلاف الجن) عجائب وغرائب الجن للشبلي - ص92)
قال جلال الدين السيوطي : ( وفي المسائل التي سأل الشيخ جمال الدين الأسنوي عنها قاضي القضاة شرف الدين البارزي إذا أراد أن يتزوج بامرأة من الجن - عند فرض إمكانه - فهل يجوز ذلك أو يمتنع فإن الله تعالى قال : ( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ) ( سورة الروم – الآية 21 ) فامتن الباري تعالى بأن جعل ذلك من جنس ما يؤلف 0 فإن جوزنا ذلك - وهو المذكور في شرح الوجيز لابن يونس – فهل يجبرها على ملازمة المسكن أم لا ؟ وهل له منعها من التشكل في غير صور الآدميين عند القدرة عليه ؟ لأنه قد تحصل النفرة أو لا ، وهل يعتمد عليها فيما يتعلق بشروط صحة النكاح من أمر وليها وخلوها من الموانع أم لا ، وهل يجوز قبول ذلك من قاضيهم أم لا ، وهل إذا رآها في صورة غير التي ألفها وادعت أنها هي ، فهل يعتمد عليها ويجوز له وطؤها أم لا ؟ وهل يكلف الإتيان بما يألفونه من قوتهم ، كالعظم وغيره إذا أمكن الاقتيات بغيره أم لا ؟ فأجاب : لا يجوز أن يتزوج بامرأة من الجن ، لمفهوم الآيتين الكريمتين ، قوله تعالى في سورة النحل : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفسِكُمْ أَزْوَاجًا ) ( سورة النحل – الآية 72 ) وقوله في سورة الروم : ( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ) ( سورة الروم – الآية 21 ) 0 قال المفسرون في معنى الآيتين ( جعل لكم من أنفسكم ) أي من جنسكم ونوعكم وعلى خلقكم ، كما قال تعالى : ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ ) ( سورة التوبة – الآية 128 ) أي من الآدميين ، ولأن الآتي يحل نكاحهن : بنات العمومة وبنات الخؤولة ، فدخل في ذلك من هي في نهاية البعد كما هو المفهوم من آية الأحزاب : ( وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ ) ( سورة الأحزاب – الآية 50 ) والمحرمات غيرهن ، وهن الأصول والفروع ، وفروع أول الأصول وأول الفروع من باقي الأصول ، كما في آية التحريم في النساء ، فهذا كله في النسب ، وليس بين الآدميين والجن نسب) ثم قال : وهذا جواب البارزي. فإن قلت : ما عنـدك من ذلك ؟ قلت : الذي اعتقده التحريم لوجوه :
1- منها ما تقدم في الآيتين 0
2- ومنها ما روى الكرماني من ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح الجن ) ( لم أقف على درجة الحديث والحديث وإن كان مرسلا فقد اعتضد بأقوال العلماء 0
3- ومنها أن النكاح شرع للألفة والسكون والاستئناس والمودة ، وذلك غير موجود بين الإنس والجن ، حيث أن الموجود بينهم عكس ذلك ، وهو الخصومة المستمرة 0
4- ومنها أنه لم يرد الإذن من الشرع في ذلك ، فإن الله يقول : ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ) ( سورة النساء – الآية 3 ) والنساء اسم للإناث من بنات آدم خاصة ، فبقي ما عداهن على التحريم 0 لأن الأصل في الإبضاع الحرمة حتى يرد دليل على الحل 0
5- ومنها أنه قد منع من نكاح الحر للأمة ، لما يحصل للولد من الضرر بالإرقاق ، فمنع نكاح الجن من باب أولى ! ) ( الأشباه والنظائر - 256 ، 257 )
-- قال الأستاذ عبد الخالق العطار تحت عنوان حرمة زواج الإنس بالجن : ( ذلك أن الأصل في الأمور الإباحة إلا إذا ورد نص على التحريم إلا أنه لم يثبت أن تزوج إنس بجنية أو العكس لا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا على عهد الصحابة أو التابعين , أيضا فإنه أذن للإنس بالزواج من الإنس ولم يرد الإذن بزواج الإنس من الجن وسنة الله في خلقه أن يأنس ويسكن ويستريح وينشرح كل جنس بجنسه , أيضا فإن القول بزواج الإنس بالجن يفوت تحقيق مقاصد الزواج الأصلية , أيضا فإن نكاح الإنس للجن يعتبر تعد وتجاوز للحدود التي رسمها لنا الشرع الحنيف ، قال تعالى أول سورة المؤمنون : ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ ) ( سورة المؤمنون – الآية 5 ، 7 ) ( حقائق ودقائق وعجائب وغرائب عالم الجن والشياطين - ص 117 )
-- قال الأستاذ ولي زار بن شاهز الدين في أطروحته العلمية " الجن في القرآن والسنة " : ( أما القضية من حيث الواقع فالكل قد جوز وقوعها 0 وحيث أن النصوص ليست قاطعة في ذلك - جوازا أو منعا - فإننا نميل إلى عدم الجواز شرعا لما يترتب على جوازه من المخاطر التي تتمثل في :
1- وقوع الفواحش بين بني البشر ونسبة ذلك إلى عالم الجن إذ هو غيب لا يمكن التحقق من صدقه ، والإسلام حريص على حفظ الأعراض وصيانتها و ( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ) كما هو مقرر في الشريعة الإسلامية 0
2- ما يترتب على التناكح بينهما من الذرية والحياة الزوجية ( الأبناء لمن يكون نسبهم ؟ وكيف تكون خلقتهم ؟ وهل تلزم الزوجة من الجن بعدم التشكل؟ ) إلى آخر المشاكل التي أثيرت في سؤال الأسنوي السابق 0
3- إن التعامل مع الجن على هذا النحو لا يسلم فيه عالم الإنس من الأذى ، والإسلام حريص على سلامة البشر وصيانتهم من الأذى 0 وبهذا نخلص إلى أن فتح الباب سيجر إلى مشكلات لا نهاية لها وتستعصي على الحل ، أضف إلى ذلك أن الأضرار المترتبة على ذلك يقينية في النفس والعقل والعرض ، وذلك من أهم ما يحرص الإسلام على صيانته ، كما أن جواز التناكح بينهما لا يأتي بأية فائدة 0 ولذلك فنحن نميل إلى منع ذلك شرعا ، وإن كان الوقوع محتملا 0 وإذا حدث ذلك أو ظهرت إحدى المشكلات من هذا الطراز ، فيمكن اعتبارها حالة مرضية تعالج بقدرها 0 ولا يفتح الباب في ذلك ) ( الجن في القرآن والسنة - ص 206 )
فاتضح لنا الان حرمة ذلك وان من يعاني من ذلك مصاب بحالة مرضية ينصح بالعلاج منها وعلاجها وعليه باتباع الامور التالية
1- المحافظة على قراءة سورة البقرة في البيت قدر المستطاع.
2- وضع اليد من قبل المريض على المنطقة والتسمية والدعاء بالأدعية المأثورة والتي تم ذكرها سابقا ، مع الاستمرار في الرقية الشرعية.
3- المحافظة على دعاء إتيان الرجل أهله قبل الوطء والجماع كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على النحو التالي : ( اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ).
4- دهن الأعضاء التناسلية بالزيت بعد القراءة عليه وذلك قبل عملية الوطء والجماع 0
5- دهن منطقة ما بين السرة والركبة بالمسك الأبيض أو الورد الطائفي بعد القراءة عليه ؛ فإنه مجرب ونافع خاصة لمن يتعرض للاعتداءات أو التحرشات الجنسية من قبل الأرواح الخبيثة 0
6- الاحتشاء بالكرفس ( القطن ) في منطقة الأرحام والذي يحتوي على نسبة معقولة من زيت الزيتون بعد القراءة عليه 0
هذا ما تيسر لي بخصوص إمكانية التناكح ما بين الإنس والجن ، ومشروعية ذلك او عدمها واقوال العلماء فيها سائلاً المولى أن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
...........................
اخوكم أبوسلمان دكتوراه في الشريعة من جامعة الامام محمد
عبدالجليل الشمري (أبوسلمان) من السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم
هدا بحث قام به أخى فى الله أبو سلمان ويحوي المناكحة بين الجن والانس فجزاه الله كل الخير
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على خير خلق الله وعلى اله وصحبة ومن والاه اما بعد.
اخواني اقدم لكم هذا البحث الذي انتهيت منه في عرة شعبان لعام 1422 هـ
فأنا اكتبة لكم الان لعل الله يفيد من يقرأه وانا انتظر التعقيبات وكلام العارفين اسال الله ان يزيدنا من علمه
المناكحة بين الجن والانس والكلام عليها هنا في مقامين
الاول /// في بيان امكان ذلك ووقوعه
الثاني /// في بيان مشروعيتة
أما الاول
هل يمكن ان يقع النكاح بينهما ........على قولين :-
1- نكاح الالانسي للجنية وعكسة ممكن , قال الثعالبي (زعمو ان التناكح والتلاقح قد يقعان بين الانس والجن قال الله تعالى (وشاركهم في الاموال والاولاد) وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا جامع الرجل امراته ولم يسمي انطوى الشيطان الى احليلة فجامع معه )
وقال ابن عباس : إذا اتى الرجل امراتة وهي حايض سبقة الشيطان اليها فحملت فجائت بالمخنث فالمخنثون اولاد الجن "رواه ابن جرير ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاح الجن :
وقول الفقهاء لاتجوز المناكحة بين الانس والجن.
وايضا كراهة من كرهه من التابعين دليل على امكانه لأن غير الممكن لايحكم عليه بجواز ولابعدمة في الشرع.
وقد قال بهذا الرأي جماعة من العلماء منهم : مجاهد والأعمش ، وهو أحد الروايتين عن الحسن وقتادة ، وبه قال جماعة من الحنابلة والحنفية ، والإمام مالك وغيرهم ( أنظر الأشباه والنظائر لابن نجيم - 327 - 328 ، والفتاوى الحديثية للهيتمي - 68 - 69 ، ومجموع فتاوى ابن تيمية - 19 / 39 ، وتفسير القرطبي 13 / 182 ، وآكام المرجان في أحكام الجان - 66 ) .
-- قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( وقد يتناكح الإنس والجن 000 وهذا كثير معروف ، وقد ذكر العلماء ذلك وتكلموا عنه ، وكره أكثر العلماء مناكحة الجن 0 وهذا يكون وهو كثير أو الأكثر عن بغض ومجازاة ) ( مجموع الفتاوى - 19 / 39 ).
ومن ادلة اصحاب هذا القول قوله تعالى (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ( سورة الرحمن – الآية 56 ) واليكم اقوالهم في هذه الايه
-- قال الطبري : ( معقبا على قوله تعالى : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ( سورة الرحمن – الآية 56 ) وعني بالطمث هنا أنه لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 87 ).
-- وذكر الطبري روايات على ذلك فقال : عن ابن عباس في قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ )
يقول : لم يدمهن إنس ولا جان ، وذكر نحو هذا عن علي بن أبي طالب وعكرمة ومجاهد ، وذكر رواية عن عاصم عن أبي العالية تدل على إمكان وقوع النكاح بين الجن والإنس وفيها :
فإن قال قائل : وهل يجامع النساء الجن ؟ فيقال : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 87 ، 88 ).
-- قال الألوسي : ( ونفي طمثهن عن الإنس ظاهر ، وأما عن الجن فقال مجاهد والحسن : قد تجامع الجن نساء البشر مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى ، فنفى هنا جميع المجامعين ، وقيل : لا حاجة إلى ذلك ، إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم ، ولا شك في إمكان جماع الجني إنسية ، بدون أن يكون مع زوجها غير الذاكر اسم الله تعالى ) ( روح المعاني – 27 / 119 ).
-- قال ابن الجوزي في قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) وفي الآية على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي ) ( زاد المسير في علم التفسير - 8 / 122 ).
-- وقال صاحب كتاب غرائب وعجائب الجن الشبيلي (هذا وقد سئل أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن مناكحة الجن ، فقال : ما أرى بذلك بأسا في الدين ، ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها : من زوجك ؟ قالت : من الجن فيكثر الفساد في الإسلام) (ص 86)
2- القول الثاني / نكاح الانسي للجنية لايمكن وقوعة لاختلاف العنصر بين المتناكحين لان الجن من عنصر النار والانسان من العناصر الاربعة فعنصر النار يمنع من ان تكون النطفة الانسانية في رحم الجنية لما فيها من الرطوبة ثمة لشدة الحرارة النيرانية ولو كان ذلك ممكنا لكان ظهر اثرة في حل النكاح بينهم . ويرد على ذلك من وجوة
أ- أنهم وان خلقوا من نار فليسوا باقين على عنصرهم الناري بل قد استحالوا عنه بالاكل والشرب والتوالد والتناسل كما استحال بنو ادم عن عنصرهم الترابي بذلك ولذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه وجد برد لسان الشيطان على يدة الذي عرض له في صلاته لما خنقه"الحديث رواه البخاري ولعابة دليل على انه انتقل من العنصر الناري إذ لو كان باقيا على حاله فمن اين جاء هذا البرد وكذلك ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن عدو الله تعالى ابليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي) وقوله ( رأيت يت ليلة اسري بي عفريتا من الجن يطلبني بشعلة من نار كلما التفت رايته) وبيان الدلاله انهم لو كانوا باقين على عنصرهم الناري وانهم وانهم نار محرقة لما احتاجوا الى ان ياتي الشيطان او العفريت بشعلة من نار ولكانت يد الشيطان او اي عضو من اعضائة اذا مس ابن ادم احرقة كما يحرق الادمي النار الحقيقية بمجرد المس قال القاضي أبو بكر :
ولسنا ننكر مع ذلك يعني أن الاصل الذي خلقة من من النار أن يكثفهم الله تعالى ويغلظ اجسامهم ويخلق لهم اعراضاتزيد على مافي النار فيخرجون عن كونهم نارا ويخلق لهم صورا واشكالا مختلفة والله سبحانة وتعالى اعلم بالصواب واليه المرجع والمآب) انتهى
ب - أنا لو سلمنا عدم امكان العلوق فلا يلزم عدم امكان الوطء في نفس الامر , ولايلزم من عدم امكان العلوق ايضا عدم امكان النكاح شرعا . فإن الصغيرة والايسة والعقيمه لايتصور منهن علوق والرجل العقيم لايتصور منه اعلاق ومع هذا فالنكاح لهن مشروع
ج - قوله ( ولو كان ذلك ممكنا لكان اظهر اثرة في حل النكاح ) هذا غير لازم فإن الشيء قد يكون ممكنا ويختلف لمانع , فإن المجوسيات والوثنيات العلوق فيهن ممكن ولايحل نكاحهن وكذلك المحارم ومن يحرم من الرضاع والمانع من جواز النكاح بين الانس والجن عند من منعه إما اختلاف الجنس عند بعضهم ,أو عدم حصول المقصود من النكاح أو عدم حصول الاذن من الشرع في نكاحهم
الراجح في المسالة الاولى
الراجح هو القول بامكانية وقوع ذلك بين الجن والانس لامن جهة الجواز والحكم --
قال صاحب فتح الحق المبين : ( والذي نراه أن هذه المسألة نادرة الوقوع إن لم تكن ممتنعة ، وحتى لو وقعت فقد تكون بغير اختيار ، وإلا لو فتح الباب لترتب عليه مفاسد عظيمة لا يعلم مداها إلا الله ، فسد الباب من باب سد الذرائع ، وحسم باب الشر والفتنة 00 والله المستعان 0 وقد علق سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - على ذلك قائلا : " هذا هو الصواب ولا يجوز لأسباب كثيرة) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين - ص 29 )
-- وفي إمكانية الجماع بين الإنس والجن من خلال هذا النوع يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : ( هذا ممكن في الرجال والنساء ، وذلك أن الجني قد يتشكل بصورة إنسان كامل الأعضاء ولا مانع يمنعه من وطء الإنسية إلا بالتحصن بالذكر والدعاء والأوراد المأثورة ، وقد يغلب على بعض النساء ولو استعاذت منه حيث يلابسها ويخالطها ، ولا مانع أيضاً أن الجنية تظهر بصورة امرأة كاملة الأعضاء وتلابس الرجل حتى تثور شهوته ويحس بأنه يجامعها وينزل منه المني ويحس بالإنزال ، وطريق التحصن من شرها التحفظ والدعاء والذكر واستعمال الأوراد المأثورة والمحافظة على الأعمال الصالحة ، والبعد عن المحرمات ، والله أعلم ) ( القول المبين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين )
وقال – حفظه الله – : ( وقد ذكر التناكح بين الإنس والجن بحيث أن الجن يظهرون بصورة بشر ويكلمون الإنسي الذي يعشقونه ثم يعقدون له عقدا شرعيا على امرأة منهم ، ويدلونه على كيفية الحصول عليها بندائها أو ضرب موضع معين بيده أو بعصا ونحوها ، فتخرج له متمثلة في صورة امرأة من الإنس فيباشرها كما يباشر زوجته من البشر ، ويجد لذلك لذة محسوسة ، ويحصل منه الإنزال المعروف ، ولا أدري هل يحصل التوالد أم لا ، وهذا ما حكاه لنا من نثق به ، ولكن ذلك نادر ، وهكذا قد يخطفون الأنثى من البشر وتغيب عندهم ويفتقدها أهلها وتتزوج منهم ويباشرها كما يباشر الرجل امرأته وهكذا ، وقد حكى بعض النساء أنها تبتلى بشخص من الجن يكلمها ويخلو بها ويجامعها قهرا كزوجها ولا يراه غيرها بحيث يختفي متى كان هناك أحد من أهل البيت ، ولا شك أنه متى حصل الوطء المعروف من الرجل لامرأة من الجن أو وطئ رجل منهم المرأة من الإنس حصلت الجنابة ووجب الغسل لوجود سببين وهو الإيلاج الحقيقي والإنزال والله أعلم ) ( القول المبين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين )
أما الثاني ///// في بيان مشروعيتة
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم النهي عنه وروي عن جماعة من التابعين كراهته قال حرب الكرماني في مسائلة عن احمد وإسحاق : حدثنا محمد بن يحيى القطيعي حدثنا بشر بن عمر حدثنا ابن لهيعة عن يونس بن يزيد عن الزهري قال : نهى رسول الله عن نكاح الجن " وهو مرسل وفيه ابن لهيعه.
قال الشبلي (حدثنا معاوية عن الحجاج عن الحكم أنه كره نكاح الجن . وحدثنا ابراهيم بن عروة حدثني سليمان بن قتيبة حدثني عقبة الروماني قال سألت قتادة عن تزويج الجن فكرهه ) ثم ساق رحمه الله تعالى اقوال العلماء والسلف في عدم جواز المناكحة لاختلاف الجن) عجائب وغرائب الجن للشبلي - ص92)
قال جلال الدين السيوطي : ( وفي المسائل التي سأل الشيخ جمال الدين الأسنوي عنها قاضي القضاة شرف الدين البارزي إذا أراد أن يتزوج بامرأة من الجن - عند فرض إمكانه - فهل يجوز ذلك أو يمتنع فإن الله تعالى قال : ( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ) ( سورة الروم – الآية 21 ) فامتن الباري تعالى بأن جعل ذلك من جنس ما يؤلف 0 فإن جوزنا ذلك - وهو المذكور في شرح الوجيز لابن يونس – فهل يجبرها على ملازمة المسكن أم لا ؟ وهل له منعها من التشكل في غير صور الآدميين عند القدرة عليه ؟ لأنه قد تحصل النفرة أو لا ، وهل يعتمد عليها فيما يتعلق بشروط صحة النكاح من أمر وليها وخلوها من الموانع أم لا ، وهل يجوز قبول ذلك من قاضيهم أم لا ، وهل إذا رآها في صورة غير التي ألفها وادعت أنها هي ، فهل يعتمد عليها ويجوز له وطؤها أم لا ؟ وهل يكلف الإتيان بما يألفونه من قوتهم ، كالعظم وغيره إذا أمكن الاقتيات بغيره أم لا ؟ فأجاب : لا يجوز أن يتزوج بامرأة من الجن ، لمفهوم الآيتين الكريمتين ، قوله تعالى في سورة النحل : ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفسِكُمْ أَزْوَاجًا ) ( سورة النحل – الآية 72 ) وقوله في سورة الروم : ( وَمِنْ ءايَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا ) ( سورة الروم – الآية 21 ) 0 قال المفسرون في معنى الآيتين ( جعل لكم من أنفسكم ) أي من جنسكم ونوعكم وعلى خلقكم ، كما قال تعالى : ( لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ ) ( سورة التوبة – الآية 128 ) أي من الآدميين ، ولأن الآتي يحل نكاحهن : بنات العمومة وبنات الخؤولة ، فدخل في ذلك من هي في نهاية البعد كما هو المفهوم من آية الأحزاب : ( وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالاتِكَ ) ( سورة الأحزاب – الآية 50 ) والمحرمات غيرهن ، وهن الأصول والفروع ، وفروع أول الأصول وأول الفروع من باقي الأصول ، كما في آية التحريم في النساء ، فهذا كله في النسب ، وليس بين الآدميين والجن نسب) ثم قال : وهذا جواب البارزي. فإن قلت : ما عنـدك من ذلك ؟ قلت : الذي اعتقده التحريم لوجوه :
1- منها ما تقدم في الآيتين 0
2- ومنها ما روى الكرماني من ( نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح الجن ) ( لم أقف على درجة الحديث والحديث وإن كان مرسلا فقد اعتضد بأقوال العلماء 0
3- ومنها أن النكاح شرع للألفة والسكون والاستئناس والمودة ، وذلك غير موجود بين الإنس والجن ، حيث أن الموجود بينهم عكس ذلك ، وهو الخصومة المستمرة 0
4- ومنها أنه لم يرد الإذن من الشرع في ذلك ، فإن الله يقول : ( فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ) ( سورة النساء – الآية 3 ) والنساء اسم للإناث من بنات آدم خاصة ، فبقي ما عداهن على التحريم 0 لأن الأصل في الإبضاع الحرمة حتى يرد دليل على الحل 0
5- ومنها أنه قد منع من نكاح الحر للأمة ، لما يحصل للولد من الضرر بالإرقاق ، فمنع نكاح الجن من باب أولى ! ) ( الأشباه والنظائر - 256 ، 257 )
-- قال الأستاذ عبد الخالق العطار تحت عنوان حرمة زواج الإنس بالجن : ( ذلك أن الأصل في الأمور الإباحة إلا إذا ورد نص على التحريم إلا أنه لم يثبت أن تزوج إنس بجنية أو العكس لا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا على عهد الصحابة أو التابعين , أيضا فإنه أذن للإنس بالزواج من الإنس ولم يرد الإذن بزواج الإنس من الجن وسنة الله في خلقه أن يأنس ويسكن ويستريح وينشرح كل جنس بجنسه , أيضا فإن القول بزواج الإنس بالجن يفوت تحقيق مقاصد الزواج الأصلية , أيضا فإن نكاح الإنس للجن يعتبر تعد وتجاوز للحدود التي رسمها لنا الشرع الحنيف ، قال تعالى أول سورة المؤمنون : ( وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنْ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْعَادُونَ ) ( سورة المؤمنون – الآية 5 ، 7 ) ( حقائق ودقائق وعجائب وغرائب عالم الجن والشياطين - ص 117 )
-- قال الأستاذ ولي زار بن شاهز الدين في أطروحته العلمية " الجن في القرآن والسنة " : ( أما القضية من حيث الواقع فالكل قد جوز وقوعها 0 وحيث أن النصوص ليست قاطعة في ذلك - جوازا أو منعا - فإننا نميل إلى عدم الجواز شرعا لما يترتب على جوازه من المخاطر التي تتمثل في :
1- وقوع الفواحش بين بني البشر ونسبة ذلك إلى عالم الجن إذ هو غيب لا يمكن التحقق من صدقه ، والإسلام حريص على حفظ الأعراض وصيانتها و ( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ) كما هو مقرر في الشريعة الإسلامية 0
2- ما يترتب على التناكح بينهما من الذرية والحياة الزوجية ( الأبناء لمن يكون نسبهم ؟ وكيف تكون خلقتهم ؟ وهل تلزم الزوجة من الجن بعدم التشكل؟ ) إلى آخر المشاكل التي أثيرت في سؤال الأسنوي السابق 0
3- إن التعامل مع الجن على هذا النحو لا يسلم فيه عالم الإنس من الأذى ، والإسلام حريص على سلامة البشر وصيانتهم من الأذى 0 وبهذا نخلص إلى أن فتح الباب سيجر إلى مشكلات لا نهاية لها وتستعصي على الحل ، أضف إلى ذلك أن الأضرار المترتبة على ذلك يقينية في النفس والعقل والعرض ، وذلك من أهم ما يحرص الإسلام على صيانته ، كما أن جواز التناكح بينهما لا يأتي بأية فائدة 0 ولذلك فنحن نميل إلى منع ذلك شرعا ، وإن كان الوقوع محتملا 0 وإذا حدث ذلك أو ظهرت إحدى المشكلات من هذا الطراز ، فيمكن اعتبارها حالة مرضية تعالج بقدرها 0 ولا يفتح الباب في ذلك ) ( الجن في القرآن والسنة - ص 206 )
فاتضح لنا الان حرمة ذلك وان من يعاني من ذلك مصاب بحالة مرضية ينصح بالعلاج منها وعلاجها وعليه باتباع الامور التالية
1- المحافظة على قراءة سورة البقرة في البيت قدر المستطاع.
2- وضع اليد من قبل المريض على المنطقة والتسمية والدعاء بالأدعية المأثورة والتي تم ذكرها سابقا ، مع الاستمرار في الرقية الشرعية.
3- المحافظة على دعاء إتيان الرجل أهله قبل الوطء والجماع كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على النحو التالي : ( اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا ).
4- دهن الأعضاء التناسلية بالزيت بعد القراءة عليه وذلك قبل عملية الوطء والجماع 0
5- دهن منطقة ما بين السرة والركبة بالمسك الأبيض أو الورد الطائفي بعد القراءة عليه ؛ فإنه مجرب ونافع خاصة لمن يتعرض للاعتداءات أو التحرشات الجنسية من قبل الأرواح الخبيثة 0
6- الاحتشاء بالكرفس ( القطن ) في منطقة الأرحام والذي يحتوي على نسبة معقولة من زيت الزيتون بعد القراءة عليه 0
هذا ما تيسر لي بخصوص إمكانية التناكح ما بين الإنس والجن ، ومشروعية ذلك او عدمها واقوال العلماء فيها سائلاً المولى أن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم
...........................
اخوكم أبوسلمان دكتوراه في الشريعة من جامعة الامام محمد
عبدالجليل الشمري (أبوسلمان) من السعودية